تتعدد الأساليب والوسائل التي تتبعها سلطات الاحتلال لفرض سيطرتها الكاملة على الأرض الفلسطينية المحتلة، ومحاولة كسر إرادة الصمود لدى المواطنين الفلسطينيين وتطويعهم، تارة من خلال الإجراءات والتدابير القمعية والتنكيلية التي تمارسها قوات الاحتلال، واخرى عبر الإعتداءات الاستفزازية التي ترتكبها ميليشيات المستوطنين المسلحة، في عملية إستعمارية متدحرجة وممنهجة تهدف الى مصادرة وتهويد وأسرلة الأرض الفلسطينية، ودفع المواطنين الفلسطينيين للبحث عن حياة أفضل خارج وطنهم. هذا ما تعبر عنه سياسة الترهيب والتخريب التي تتبعها قوات الاحتلال وكتيبتها المتقدمة من ميليشيات المستوطنين المسلحة يومياً في عموم الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، والأمثلة على هذه السياسة كثيرة ومتنوعة تشمل مناحي حياة الفلسطينيين المختلفة، فما يعانيه المواطن الفلسطيني على حواجز الموت المنتشرة على مفارق الطرق في عموم الوطن الفلسطيني المحتل من اعدامات ميدانية وإغلاق للحواجز وتفتيش للمركبات وتعطيل حركتها لساعات طويلة وقطع أي تواصل بين المناطق الفلسطينية. وما يلاقيه العمال من إذلال وإهانة وتنكيل وألم على المعابر الا أكبر شاهد على تلك السياسة، هذا بالاضافة الى إعتداءات المستوطنين وإرهابهم المنظم ضد القرى والبلدات الفلسطينية وأطرافها كما حدث بالامس ضد المواطنين في بلدة عصيرة القبلية جنوب غرب نابلس وأعطابهم لمركبات المواطنين وتخريب ممتلكاتهم، وسماح قوات الاحتلال للمستوطنين بالسيطرة على منزل عائلة الرجبي بالخليل بتوجيهات مباشرة من نتنياهو.
تُدين الوزارة بأشد العبارات تغول الاحتلال ومستوطنيه وإستفرادهم العنيف بشعبنا ومقومات وجوده الوطني والانساني، وتعتبره نتيجة مباشرة للانحياز الامريكي الكامل للاحتلال والاستيطان، وإنعكاس لحالة اللامبالاة الدولية اتجاه أبناء شعبنا والتي تصل درجة التواطؤ المفضوح. إن إستمرار هذه الحالة في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن توفر الحماية الدولية لشعبنا وتنفيذ وضمان تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالحالة في فلسطين، وعدم محاسبة المسؤولين الاسرائيليين على انتهاكاتهم وجرائمهم، يفقد الأمم المتحدة ما تبقى من مصداقيتها في الحفاظ على الامن والسلم الدوليين وفي المنطقة، ومصداقيتها في حل الصراعات والنزاعات بالطرق السلمية. تؤكد الوزارة أن سياسة الترهيب والتخريب التي تتبعها سلطات الاحتلال ومستوطنيها وأذرعها المختلفة لن تنال من إرادة شعبنا وتصميمه على نيل حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، ولن تستطيع تمكين الخوف والاستسلام في وعيه.