القاهرة – المركز الإعلامى –استعرض وزير الشؤون الخارجية د.رياض المالكي، اليوم الأربعاء، بالتفصيل الإنجازات الكبيرة التي حققتها القيادة، والدبلوماسية الفلسطينية على مدار الأشهر الماضية بما يخص النجاح بالحصول على المزيد من الاعترافات بالدولة المستقلة ضمن حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967م.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها سفارة فلسطين بالقاهرة، هذا اليوم بمقر مركزها الثقافي والإعلامي، بحضور السفير الفلسطيني بمصر د.بركات الفرا، ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية السفير د.تيسير جرادات، وعدد آخر من الدبلوماسيين.
وأوضح الوزير المالكي أن الاعترافات بالدولة الفلسطينية وصلت حتى صباح اليوم إلى 112 دولة، وتوقع أن يصل العدد مع حلول شهر سبتمبر/ أيلول المقبل إلى ما لا يقل عن 150 دولة.
وتحدث عن الاتصالات التي تجريها وزارة الخارجية والسفراء الفلسطينيين مع دول كثيرة في أوروبا، وأميركا الوسطى، وفي جزر البسفيك، وفي استراليا، وآسيا، ومنطقة جزر الكاريبي للحصول على المزيد من الاعترافات بالدولة المستقلة.
وقال: نتوقع بأن نتمكن خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بأن نحصل على اعتراف عشر دول في منطقة الكاريبي، وفي أميركا الجنوبية حصلنا على اعتراف كل الدول ما عدا كولومبيا التي تربطها علاقات أمنية قوية مع إسرائيل، ونبذل جهد للحصول على هذا الاعتراف من هذه الدولة أيضا.
وأضاف: بما يخص جزر البسفيك حصلنا على اعتراف جزيرتين، وبقي 11 جيزة أخرى، ولدينا تحرك منسق مع الجامعة العربية ومع دولة الإمارات التي قدمت دعما بقيمة 50 مليون دولار في هذه المنطقة للحصول على المزيد من الاعترافات.
وعبر عن أمله أن من “سيأتي على رأس الدبلوماسية الفلسطينية مستقبلا يحمل هذا الحمل، ويبني على ما تم إنجازه من نجاحات واعترافات”، مشددا على أن الإنجاز المتحقق لا ينسب لشخص واحد، بل هو نتاج جهد جماعي، ونتيجة تراكمات عمل لأناس سابقين، وسيكتمل الإنجاز بأشخاص سيأتوا مستقبلا.
ولم ينكر المالكي وجود تحديات جمة تواجه التحرك الدبلوماسي والسياسي الفلسطيني، إلا أنه أكد تفاؤله رغم الصعوبات القائمة؛ نظرا لوجود مؤشرات إيجابية، وبسبب الموقف المشجع والمهم الذي وجد خلال مناقشة مشروع القرار المتعلق بإدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي.
وعبر عن أمله بأن “كل هذه الاعترافات تدفع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية بالعودة للمفاوضات على أساس مرجعيات محددة ومقبولة، وعلى أساس حل الدولتين”، مشددا على أن ضياع الوقت لا يصب في خدمة الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتابع: الاستيطان والتهويد في الأراضي المحتلة تريد من خلاله إسرائيل القضاء على حل الدولتين، ونحن في السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية سنواصل السعي لتحقيق السلام، ونرى أن الدولة ستأتي كنتيجة طبيعية للمفاوضات وعملية السلام.
وردا على سؤال حول إمكانية وجود تحرك دولي مختلف عما يجري الآن بسبب الانحياز الأميركي، ووضوح الرؤية أكثر بعد الفيتو بمجلس الأمن، رد المالكي: إذا اتفق المجتمع الدولي على وجود دولة تحتل أراضي دولة عضوة في الأمم المتحدة، بعد إعطاء فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، يكون عند ذلك موقف دولي مميز، ورائع ونأمل بأن يحدث ذلك مستقبلا.
وأشار إلى أن إسرائيل تحاول أن تظهر نفسها على أنها ضحية، وهي تتحدث عن وجود جهد عربي وإسلامي لكي تفقد شرعيتها، وأن الخارجية الإسرائيلية وزعت وثائق تتناول هذا الموضوع.
وقال: دول قليلة ستقبل هذا الطرح الإسرائيلي وقد تردده بأكثر من مناسبة، ولكن الأهم أن الصورة باتت أكثر وضوحا لدى المجتمع الدولي ودول العالم، وأن إسرائيل تبحث عن مبرر للهروب من استحقاقات إنهاء الصراع، وأن حل الدولتين كان مطلوبا إنجازه منذ فترة طويلة، وأن المعيق هو إسرائيل، وأن استمرار الوضع الراهن لا يصب في خدمة استقرار المنطقة.
وأضاف المالكي: في ضوء التغييرات الحاصلة بالمنطقة العربية، لن يكون من السهولة أن تقرر دولتين أو ثلاث كيف يمكن تقسيم العالم العربي من جديد، بل لن يتجرأ أحد أن يغامر حتى بالحديث في هذا الموضوع، واعتقد أن يكون احترام أكبر للقيادات الجديدة والمقبلة في العالم العربي.
وعبر عن دعمه للتحركات التي يقوم بها شباب فلسطينيون وطنيون على الانترنت و”الفيس بوك” للمطالبة بإنهاء الانقسام، مؤكدا أن السلطة الوطنية والقيادة الفلسطينية قدمت كل ما هو ممكن لإنهاء هذا الوضع وأن من يتهرب من تحقيق المصالحة هو حركة حماس.
وقال: كما يبدو أنه تم بيع القرار عندهم (في حماس) لجهات إقليمية، ومطلوب من شعبنا أن يعلن بصراحة وبجرأة ما الطرف المعيق لتحقيق المصالحة، لأن استمرار الوضع الشاذ الراهن لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني.
وتذكر بألم هروب مجلس الجامعة العربية سابقا من الإيفاء بوعده بما يخص إظهار الطرف المعيق لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مشددا على أن استمرار الانقسام أمر مقلق ويلحق الضرر بالقضية الفلسطينية.
وانتقد وزير الشؤون الخارجية التحركات التي يقوم بها عدد من الأفراد المحسوبين على الإخوان المسلمين، وبعض الأكاديميين، وما تسمى نفسها جماعات حق العودة، وبدعم من “قوى الرفض في دمشق”، داخل بعض الدول الأوروبية وفي أميركا، لغرض الإساءة لمنظمة التحرير والقيادة الفلسطينية.
وتابع: لقد تصدينا لهذه المحاولات، ولسعي البعض للهجوم على عدد من السفارات في الخارج، وللأسف ما يسعون للوصول إليه هو إحراج منظمة التحرير دون النظر لعواقب ذلك، وما هو ثمن مثل هذه التحركات.
وأضاف: للأسف يوجد أفراد على درجة من السذاجة، وقد يتعاطوا مع الإدعاء الباطل بأننا إنهزاميين ومتسلمين، وهذا يتطلب جهدا إعلاميا مدروسا ومؤثرا لإظهار الصورة الحقيقة، ولتعرية مثل هذه الافتراءات.
واختتم المالكي حديثه بالتأكيد على ارتياح القيادة الفلسطينية والسلطة الوطنية من الدعم الجيد للقضية الفلسطينية، والذي ظهر جليا خلال مناقشة مشروع القرار بمجلس الأمن الذين يدين الاستيطان، مظهرا ارتياحه من الموقف البريطاني والفرنسي.