القاهرة- إيلاف – اعتصم عشرات الفلسطينيين من أبناء أمهات مصريات مع عائلاتهم أمام مجلس الشعب في وسط القاهرة اليوم، مطالبين بالجنسية المصرية، رافعين اللافتات التي تندد بالتمييز ضدهم، وأصروا على الحصول على الجنسية أسوة بأبناء العرب المتزوجين بمصريات الذي حصل أبناؤهم الجنسية المصرية.
وتعامل الجيش بشكل جيد مع المتظاهرين، وطلب منهم ضابط برتبة عميد أن لا يقطعوا الشارع على السيارات المارة في الطريق، وأن يلتزموا بالتواجد على الرصيف فقط، كما أصر المتظاهرون على الاستمرار في اعتصامهم رغم هطول الأمطار في القاهرة بغزارة .
المتظاهرون وتدافعوا للحديث الى “ايلاف ” شارحين همومهم ومعاناتهم .
وقال وفاء عبد المولى عباس وهي مصرية متزوجة من فلسطيني ” عندما صدر قانون حق اعطاء المرأة المصرية الجنسية لأبنائها قالوا لنا ان الاستثناء هي الأم المتزوجة من فلسطيني”، وتساءلت وفاء” لماذا والقانون يجب أن يسري على الجميع؟ “، وأضافت ” كنا نريد أن نرفع قضية الا أنهم قالوا لنا لن تصلوا بهذه القضية لشيء، ولكن في الحقيقة شعرنا بالندم الشديد لأن كل من بادر برفع قضية أخذوا الجنسية والرقم القومي”.
وشددت ” نحن لا ُنعامل معاملة الوافدين بل ُنعامل معاملة الاجانب، وأدفع بالاسترليني لآبنائي في الجامعات” .
ريهام موسى محمد شابة فلسطينية والدتها مصرية (31 عاما) قالت ” لقد لغوا اقامتي المصرية في العام 2001، وليس لدي أوراق و لاأستطيع مغادرة مصر، و لا أستطيع الزواج أو العمل”.
وحددت ريهام المشكلتين بالقول “جوازنا الفلسطيني غير ُمعترف به، كما قاموا بالغاء اقامتنا” .
سيدة مصرية متزوجة فلسطيني قالت “أنّ أبنائها بعضهم مصريين، وهم اكتسبوا الجنسية المصرية لأنهم ولدوا بعد العام 2004، وبعضهم فلسطينيين لأنهم ولدوا قبل العام 2004 رغم أنهم من أم واحدة وأب واحد “.
احسان الخشاب سيدة مصرية متزوجة من فلسطيني قالت “أولادي لم يكتسب منهم أحد الجنسية مع أن زوجي من مواليد مصر ولكن كونه من أصل فلسطيني فظروفنا صعبة “، وأشارت الى “أن اقامته المصرية ضاعت منذ 12 عاما فلم يستطع تجديدها، واضطر للسفر الى السعودية بين وقت واخر لأراه، دائما يقول لي بلدك لا تريدني” .
وأضافت “عمره الآن أكثر من ستين عاما، و لذلك باتوا يسمحون له بالدخول لمصر الا أنه لا يمكنه العمل” .
داوود العرجا فلسطيني ووالدته مصرية قال “عمري 58 عاما ولم أكتسب الجنسية حتى الآن مع أنه في العام 2004 صدر حكم من المحكمة الدستورية العليا بأنه من حق ابناء الفلسطيني المتزوج من امرأة مصرية أن يأخذوا الجنسية “.
وأضاف” الناس الكبار في السن والذين ولدوا قبل 2004 لم يتمكنوا من اكتساب الجنسية حتى الآن”.
من جانبه قال خليل ديب (30 عاما) ” والدتي مصرية، وليس لدي جنسية واخوتي كلهم مثلي”.
صباح عبد الله مصرية متزوجة من فلسطيني قالت “أنا لا أستطيع أن أرى أولادي منذ العام 1994 فقد دخلوا الأراضي الفلسطينية مع أبو عمار، وكلما طلبوا الفيزا ترفض السلطات المصرية “، وأضافت “ابنتي في الجامعة، كلية الآداب، وهي معي في القاهرة، الا أنهم يطلبون كل عام 2000 جنيه استرليني الأمر الذي يرهقني ماليا”.
وحصلت “ايلاف” على مستندات تؤكد أن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لا ترفض منح الجنسية المصرية المتزوجة من فلسطيني ، وأشارت ادارة الشؤون القانونية في الأمانة الى أن قرار مجلس الجامعة رقم 1547 بتاريخ 9-3-1959 لا يمنع أي من الدول الاعضاء في الجامعة من منح جنسيتها للرعايا الفلسطينين شريطة الاحتفاظ بجنسيتهم الفلسطينية كمبدأ عام، وذلك ان لم تكن قوانينهم تمنع ازدواجية الجنسية.