القاهرة- المركز الإعلامي- أجمع متحدثون في مهرجان ‘يوم القدس’ الذي أقيم بالمسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية، اليوم، على ضرورة أن تترجم الوعود والقرارات الخاصة بمدينة القدس إلى أفعال ودعم حقيقي ملموس.
وشارك في هذه الفعالية تيسير قبعة نائب رئيس المجلس الوطني، وغسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المحامي، ود. يوسف النتشة مدير الأوقاف في القدس، وسفير فلسطين لدى القاهرةد. بركات الفرا، ومحمد خالد الأزعر المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة، وكادر سفارة فلسطين ومندوبيتها لدى الجامعة العربية.
كما شارك وزير الثقافة المصري، وممثل عن وزير الخارجية المصري، وممثل عن البابا شنودة الثالث، وآخر عن شيخ الأزهر، وعدد من مسؤولي النقابات والقطاعات الشعبية الفلسطينية والمصرية، وممثلون عن الحكومة المغربية.
وتطرق الفنان فاروق حسني وزير الثقافة المصري في كلمته بهذه المناسبة إلى حجم التحديات الكبيرة التي تواجهها القدس.
وقال: ‘نتطلع جميعا إلى دعم عروبة القدس وصون طابعها الفريد لتكون مفتوحة للجميع، وليست محصورة على أحد’.
بدوره، أوضح السفير سعيد كمال ممثل فلسطين في منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية أهمية استمرار دعم شعبنا وتعزيز صموده.
وشدد على أن القدس بحاجة لأفعال لا أقوال، من أجل الدفاع عن عروبتها وأماكنها الدينية المقدسة أمام حملة التزييف والتهويد الإسرائيلية.
من جهته، حيا رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الأردني الإعلامي عضو مجلس الأعيان صالح القلاب أهالي مدينة القدس المحتلة لتمسكهم بأرضهم وحقوقهم.
وأضاف: الفلسطينيون يقاومون فكرة الوطن البديل، ومتمسكون بقدسهم ووطنهم، ومن هنا القدس بحاجة للحماية في مواجهة حرب الإبادة الإسرائيلية وسياسة التهجير.
وحذر من حملة لتهجير المسيحيين من القدس ومن فلسطين، وإلى مخاطر محاولة إظهار المسلم بأنه لا يقبل الآخر.
وعبر رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية أحمد حمروش، عن سخطه البالغ لتمادي إسرائيل في عدوانها بحق القدس المحتلة، وأبناء فلسطين.
وشدد على أن منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية تضع فلسطين ودعم القدس في أولوية أجندة عملها.
وراهن على أن السياسة الإسرائيلية مهما تعاظمت مخاطرها، لن تنجح في النهاية بقهر إرادة أهالي القدس، وأن المدينة ستبقى صامدة وعربية رغم عمليات التدمير والتهويد.
وبدوره، قال السفير زكي في كلمة باسم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط: القدس حضارة وتاريخ، وبالنسبة للدبلوماسية المصرية كانت القدس وستظل موضوعا مهما للعمل الدبلوماسي، وهذا الملف حظي دوما باهتمام السياسة الخارجية المصرية، لأنها لب الصراع.
وتابع: ما حدث عام 1967 من احتلال للمدينة غيّر المعادلة تماما، والصراع العربي- الإسرائيلي بات واضحا أنه ليس على الأرض فقط، بل على مكان مهم جدا له مكانته التاريخية والدينية المميزة.
واستعرض عمليات قضم الأراضي وتغيير معالم المدينة، مشددا على أن هذا يضاعف مسؤوليات المثقفين والدبلوماسيين، وأنه مطلوب من الجميع الوقوف في معسكر واحد بعيدا عن الخلافات والتباينات.
وأوضح أن الطابع العربي والإسلامي في مدينة القدس يراد له أن ينحسر بسبب السياسات الإسرائيلية، مطالبا السياسيين والنخبة المثقفة ووسائل الإعلام للعمل الجاد لإنقاذ ما تبقى من القدس، مشددا على ضرورة أن يتعدى العمل التوعية والتثقيف.
وتوجه الفرا بالتقدير والشكر إلى جمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا على احتضانهم لقضية فلسطين وشعبها، وعلى العون والمساعدة، وصولا لتحقيق الحلم الفلسطيني بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أهمية هذا الملتقى في تسليط الضوء على الإرث الحضاري للقدس، مؤكدا أن المس بالمدينة هو مس بأفئدة العرب والمسلمين، موضحا طبيعة المخططات والإجراءات التي يراد منها خلق أمر واقع على الأرض واستباق المفاوضات.
ولفت إلى أن إسرائيل تتصرف وكأنها فوق القانون وفوق المساءلة، وهي تستخف بمشاعر الأمة، موضحا إلى مخاطر إقامة كنيس الخراب لأنه يعني بداية تشييد الهيكل الثالث.
وأوضح أن إسرائيل تسعى جاهدة للتقليل من مكانة القدس العربية والإسلامية، موضحا أن نسبة الأراضي التي تم الاستيلاء عليها أصبحت لا تقل عن 35% لصالح بلدية القدس.
وبين أن إسرائيل هدمت في حي المغاربة 700 منزل وحولته لمستوطنة الحي اليهودي، إضافة إلى أنها تواصل عدوانها في الهدم ومنع البناء، يترافق مع تنفيذ سياسة التهجير القسري.
وأضاف الفرا: إسرائيل تتعامل مع المقدسيين كمقيمين وليسوا مواطنين، ما يهدد بطرد المزيد من العرب، لافتا إلى أن أبناء القدس صابرين على ما لحق بهم من ظلم واضطهاد ولكن بالمقابل هم بحاجة لوقفة عربية وإسلامية بعيدا عن الخطب الرنانة، بل بمشاركتهم العملية بالدفاع عن القدس.
وطالب بتفعيل خطة إنقاذ مدينة القدس التي اعتمدتها قمة سرت الأخيرة، موضحا أن السلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية تبذلان جهودا كبيرة للدفاع عن المدينة المقدسة، وأن الرئيس محمود عباس أصر على عدم الدخول بالمفاوضات المباشرة إلا بالوقف التام للاستيطان في القدس.
وتحدث نوري عبد الفتاح سكرتير عام منظمة تضامن الشعوب الإفريقية-الآسيوية عن طبيعة المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس.
وتطرق إلى الظروف التي أحاطت باحتلال القدس الغربية عام 1948م، واستكمال احتلال الجزء الشرقي منها عام 1967م، وأشار إلى أن إسرائيل لا تقبل بوقف الاستيطان حاليا، وهي تصر على بناء المزيد من الكتل الاستيطانية، ما يستدعي وقفة دولية جادة تجاه ما يجري.
ودعا إلى تنظيم حملة دولية منسقة وسريعة للتدخل لوضع حد للإجراءات الإسرائيلية الخطيرة في القدس، تعمل في مختلف الاتجاهات القانونية والسياسية والدبلوماسية.
وتلا الكلمات الافتتاحية جلستي عمل بحثيتين: الأولى تحت عنوان التهويد والاستيطان في القدس، والثانية تحت عنوان القدس والتراث الديني، شارك فيها عدد من الباحثين، وشخصيات مقدسية وسياسية فلسطينية ودينية عربية ومصرية، ومندوب عن لجنة القدس في المغرب.
كما تخلل هذه الفعالية نشاطات ثقافية وعروض فنية لفرقة الجذور الفلسطينية برئاسة الفنان علي العباسي، إضافة إلى معرض للمنتجات الفلسطينية والتراث نظمه الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مصر.