القاهرة- المركز الإعلامي- اختتم سيادة رئيس دولة فلسطين محمود عباس زيارة إلى جمهورية مصر العربية استغرقت يومين ، شارك خلالها في اجتماع الجامعة العربية الطارىء لوزراء الخارجية العرب .
وعقد لقاء قمة صباح اليوم السبت بين رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وشقيقه المصري عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية بالعاصمة القاهرة، قبيل اجتماع مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على مستوى وزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة.
وبحث سيادته، مع نظيره المصري، آخر المستجدات السياسية، في ظل التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، خاصة بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن “صفقة القرن”، وأكد الرئيس خلال اللقاء ضرورة مواجهة “صفقة القرن” على المستويات العربية والاقليمية والدولية، موجها الشكر والتقدير للجهود المصرية، وأهمية استمرار التنسيق المشترك، من جانبه، أكد الرئيس السيسي موقف مصر الثابت الذي لا يتغير بدعم الشرعية الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، وحرصها الدائم على دعم القضية والشعب الفلسطيني، حتى نيل حقوقه المشروعة في الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
وكان الرئيس محمد عباس قد استقبل بمقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة، مساء الجمعة، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والوفد المرافق، حيث أشار أبو الغيط إلى أن مبادرة السلام العربية لم تسحب وما زالت مطروحة منذ عام 2002 وحتى تاريخه، فالعرب أصحاب سلام ويطالبون بالسلام وضرورة تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
وأضاف أبو الغيط : أنا أثق بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم، وأمتنا العربية أمة حية قادرة على الصمود والمقاومة وسترفض هذا المقترح، لأنه لا يستجيب إلى الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية التاريخية .
كما استقبل سيادته، في مقر إقامته بقصر الضيافة في العاصمة المصرية، القاهرة، مساء الجمعة، وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم، لذي نقل تحيات أخيه الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وأكد الحكيم الذي يترأس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، دعم العراق ومساندته للقضية الفلسطينية ونضال شعب فلسطين لنيل حقوقه الوطنية المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وكان سيادته قد ألقى خطاباً هاماً أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب لمواجهة مخاطر الخطة الأميركية على القضية الفلسطينية أكد خلاله أن “صفقة القرن” مرفوضة جملة وتفصيلا ولا مكان لها على طاولة المفاوضات بكل بنودها، ولا يمكن أن نقبل بترسيمها كمرجعية دولية.
وأضاف سيادته في كلمته ، ما زلنا نؤمن بالسلام، ونريد إنشاء آلية دولية متعددة الأطراف منبثقة عن مؤتمر دولي أو غير ذلك، لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وأكد الرئيس أنه لن يقبل بضم القدس لإسرائيل اطلاقا، وأن يسجل في تاريخيه أنه باع عاصمتنا الأبدية.
وقال سيادته: لسنا عدميين ونبحث عن حل عادل لقضيتنا على اساس الشرعية الدولية، لكن لن نقبل ابدا أن تكون اميركا وحدها وسيطا لعملية السلام.
وأضاف الرئيس: “لا نطلب المستحيل من أحد، ولا نريد ان يقف أحد ضد اميركا، نريد فقط تأييد موقفنا، أي القبول بما نقبله ورفض ما نرفضه”.
وأكد سيادته انه جرى ابلاغ الجانبين الإسرائيلي والأميركي في رسالتين، عقب الاعلان عن “الصفقة”، بقطع العلاقات معهما بما في ذلك العلاقات الامنية، لقيامها بنقض الاتفاقات الدولية بما في ذلك التي قامت على اساسها إسرائيل، وبأن خطة القرن ستكون لها تداعيات على الجانبين وعلى الاقليم كله، وان على إسرائيل ان تتحمل مسؤولياتها كاملة كقوة احتلال.
وأضاف الرئيس أن فلسطين ستشارك في قمة التعاون الإسلامي ثم القمة الافريقية، ثم سيتوجه شخصيا إلى مجلس الأمن، إلى جانب العديد من المنظمات الدولية وغيرها لافشال “صفقة القرن”.
وشدد سيادته على حق شعبنا في مواصلة نضاله المشروع بالطرق السلمية لانهاء الاحتلال واقامة دولتنا المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
وتباحث سيادته مع عدد من وزراء الخارجية العرب المشاركين في الاجتماع حول التطورات السياسية في فلسطين والمنطقة .
وأكد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية، بعد الاستماع لكلمة السيد الرئيس، رفض “صفقة القرن” الأميركية الاسرائيلية باعتبارها انها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني وتخالف مرجعيات عملية السلام.
وأكد مجلس جامعة الدول العربية، في البيان الختامي للاجتماع، عدم التعاطي مع هذه الصفقة المجحفة او التعاون مع الادارة الاميركية في تنفيذها بأي شكل من الأشكال.
وشددوا على أن مبادرة السلام العربية وكما أقرت بنصوصها عام 2002 هي الحد الأدنى المقبول عربيا لتحقيق السلام من خلال انهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة عام 1967، واقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وايجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194 لعام 1948، والتأكيد على ان اسرائيل القوة القائمة بالاحتلال لن تحظى بالتطبيع مع الدول العربية ما لم تقبل وتنفذ مبادرة السلام العربية.
كما استقبل سيادته في مقر إقامته بالقاهرة، مساء اليوم السبت، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الوزير عباس كامل، ووكيل جهاز المخابرات اللواء أيمن بديع.
ووضع الرئيس، الوزير كامل واللواء بديع، في آخر المستجدات على صعيد القضية الفلسطينية، في ظل التحديات التي تواجهها، خاصة فيما يتعلق بـ”صفقة القرن” الأمريكية الاسرائيلية وخطورتها، وضرورة مواجهتها على المستوى العربي والإقليمي الـدولي.
وثمن سيادته الجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومواقف مصر الداعمة لحقوق شعبنا المشروعة ودورها الريادي في خدمة القضية الفلسطينية، وأهمية الاستمرار في التنسيق والتواصل الدائم بين البلدين.
وكان في وداع سيادته في مطار القاهرة الدولي معالي وزير الطيران المدني السيد محمد عنبة ووكيل جهاز المخابرات العامة اللواء أيمن بديع، وسفير دولة فلسطين في مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية دياب اللوح ، ورافق سيادته خلال الزيارة: أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ووزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” الوزير حسين الشيخ، والمستشار الدبلوماسي لسيادته مجدي الخالدي.