في الوقت الذي تواصل به سلطات الاحتلال الإسرائيلي حربها الشرسة على الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني في المناطق المصنفة (ج)، وتتمادى في عمليات التطهير العرقي البشع ضد أبناء شعبنا في تلك المناطق، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه عمليات هدم المنازل والابنية والمنشآت الاقتصادية الفلسطينية وتسليم إخطارات الهدم بذلك كما يحدث جنوب غرب جنين وفي مسافر يطا، بهدف تهويدها وفرض القانون الإسرائيلي عليها، في هذا الوقت تتصاعد عمليات تعميق الاستيطان وتوسيع المستوطنات وشرعنة البؤر الاستيطانية على حساب أرض دولة فلسطين المحتلة، كما هو حاصل في مصادقة حكومة الاحتلال على بناء 650 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة ( بيت ايل ) بحجج وذرائع واهية.
إن الوزارة اذ تدين بأشد العبارات التغول الاستيطاني الإحلالي غير المسبوق في طول الأرض الفلسطينية وعرضها، فإنها تؤكد على ان مشاركة المجلس الاستيطاني في
(بيت ايل) مع وزارة الإسكان الإسرائيلية بوضع هذا المخطط الاستعماري التوسعي، دليل على ان حكومة نتنياهو ووزاراتها ومؤسساتها وأذرعها المختلفة هي حكومة مستوطنين واستيطان بامتياز. وترى الوزارة أن هذه المشاركة وتلك المصادقة استخفاف علني بالمجتمع الدولي و إمعان بالتمرد على الشرعية الدولية وقراراتها، كما تؤكد أن هذا التغول الاستيطاني هو انعكاس وترجمة لما يتم الحديث عنه في اطار ما تسمى بصفقة القرن، وهو نتاج للبيئة والمناخات التي اوجدها هذا الحديث المشؤوم، وانعكاس مباشر لصمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن القيام بواجباته ومسؤولياته تجاه الحالة في فلسطين المحتلة.